لن تكون القمة الإفريقية الرابعة بين الأهلي والزمالك أقل سخونة من حرارة يوليو. هي مباراة من العيار الثقيل تأتي في ظروف استثنائية يمر بها الفريقان الكبيران. مباراة كبيرة في بطولة أكبر يشهدها ستاد القاهرة الدولي في الثامنة والنصف مساء اليوم نتيجتها كفيلة بأن ترفع الفائز إلي عنان السماء, وتهبط بالمهزوم إلي سابع أرض.
وبالرغم من أن المباراة في بداية مشوار الفريقين في دور الثمانية لدوري أبطال إفريقيا, فإنها أعطت لنفسها أهمية وحساسية المباريات النهائية ليس فقط لأنها بطولة خاصة بين غريمين تقليديين تشغل مبارياتهما المواطن المصري مع كل طلعة شمس منذ50 عاما, ولكن لأنها الأولي بينهما بعد أن قام القطبان بعملية تغيير جلد في صفقات الصيف!.
المباراة بالنسبة للنادي الأهلي ليست فقط خطوة مهمة نحو تصدر المجموعة الأولي التي تضم معهما أسيك أبيدجان بطل كوت ديفوار. وديناموز هراري بطل زيمبابوي, ولكن أيضا لكسب أرضية فقدتها القلعة الحمراء بالتعثر في صفقتي هاني سعيد, وحسني عبدربه ومن قبلهما خسارة قضية عصام الحضري.
الأهلي يريد أن يطمئن جماهيره, وأن يقدم لها صفقاته, وعلي رأسها أحمد حسن بأفضل مايكون حتي تستبشر خيرا في الموسم الجديد الذي يسعي فيه الفريق للحفاظ علي لقب الدوري, واستعادة العرش الإفريقي والعودة مرة أخري إلي بطولة العالم للأندية.
وبصفة عامة يمكن القول: إن الأهلي هو الأكثر استقرارا إداريا وفنيا بفضل الإبقاء علي المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه, وإقامة معسكر هادئ في ألمانيا, وهو ما يرجح كفته في لقاء الليلة, وإن كانت كرة القدم لا تعترف بتلك الحسابات, ومباريات القمة ليست لها ثوابت مع أن السنوات الأخيرة كشفت عن أن الأفضل هو الذي يفوز ويفرح ويتقدم, بينما يخسر الآخر كل شيء, ويتراجع, ويتقهقر!.
الأهلي يطمع في المباراة, ويسعي للفوز, وسيحاول جوزيه أن يسيطر ويتحكم ويسجل في الدقائق الأولي حتي لا يعطي للزمالك الفرصة لالتقاط الأنفاس, أو حتي اللعب بثقة الفوز!.
أما الزمالك فالمباراة بالنسبة له مسألة حياة أو موت لأنها تأتي قبل أيام قليلة من انتخابات مجلس إدارة النادي, وفي بداية موسم جديد يتمني كل عشاق الفانلة البيضاء أن تشرق فيه الشمس.
الزمالك أيضا استطاع أن ينال جزءا من صفقات الصيف, وضم الغاني أجوجو, وهاني سعيد, وأيمن عبدالعزيز, وهو يسعي الليلة لأن يعلن عن نفسه كبطل غاب لسنوات لم يحصل خلالها إلا علي بطولة واحدة لكأس مصر علي حساب إنبي.
وإذا كان جوزيه قد أصبح أستاذا في إدارة لقاءات القمة, بل وجعل من نفسه علامة مميزة لها منذ مباراة الستة الشهيرة, فإن الألماني راينر هولمان مدرب الأهلي الأسبق يطمع في أن تكون المباراة بمثابة شهادة ميلاد له باللون الأبيض بعد أن سجل نفسه باللون الأحمر من قبل, وإن كان خروجه من مصر قد طرح الكثير من علامات الاستفهام!.
وأهمية هذه المباراة ترجع أيضا إلي أنه ستتبعها مباراة أخري بين الفريقين الكبيرين يوم الأحد المقبل في السوبر المحلي, وهو ما يتطلب أن يسعي الجميع لخروجها إلي بر الأمان علي المستطيل الأخضر, وفي المدرجات حتي تقدم الكرة المصرية نفسها بالصورة التي تليق بأبطال إفريقيا علي مدار دورتين, وقبل هذا يخرج تقرير حكم بنين كوفي كودجا نظيفا, لا يدين أحدا حتي لا تطولنا عقوبات الاتحاد الإفريقي
.https://i.servimg.com/u/f44/12/64/83/31/mm_60211.jpg